samr عضو جديد
عدد الرسائل : 592 العمر : 35 الموقع : فلسطين تاريخ التسجيل : 03/09/2007
| موضوع: نفحات رمضانيه الخميس سبتمبر 13, 2007 8:56 am | |
| إلتماس نفحات رمضان
ما هي إلا ساعات ويطل أفضل الزمان
ممثلاً في شهر رمضان
وما فيه من صيام وقيام
الصوم سنة ماضية
حيث كتب الصيام على الأمم التي عاشت حتى قبل مجيء الدعوة الإسلامية
و لاتزال لكثير من الأمم شرائعها ومناهجها في الصوم
فمنها
من يقتصر الصوم على الامتناع عن أكل كل ما فيه روح أو خرج من روح
و منهم من يقتصر صومه على الصوم عن المأكول
و منهم من ربط الصوم بحقبة زمنية
« من الفجر حتى غروب الشمس »
كما أن هناك الصوم الذي تفرضه مطلوبات الجسم
من أجل إجراء جراحة
أو تخفيف وزن
أو إضراب لتحقيق مطالب من المجتمع أو الدولة
و هناك الصوم عن الكلام
" نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا "
سورة مريم «آية 26».
وكذلك الصوم في الثقافة الإسلامية
هو إمتناع عن الاكل والشرب والجنس واللغو من أجل تحقيق مطالب روحية
" كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون "
سورة البقرة «آية 183»
فالصوم معيار من معايير قياس التقوى
و سبيل من سبل متابعة الترقيات الروحية
بالسعي و التدرج في مدارج السلوك
و طلب الرحمة والغفران والقبول
و مع ان الصوم في جوهره المادي لا يخلو من مشقة
إلا أنها مشقة في جانبها المادي محسوبة
وذلك بتطليق بعض المطلوبات المادية
كالأكل و الشرب و الجنس و اللغو و اللهو الجامح
لعدة ساعات
في رمزية من رمزيات السعي للتخلق باخلاق الله
فهو محاولة النسبي للتحقق بالاقتراب من الكلي
و لن يستطيع
و محاولة التخلق باخلاق الله
" كونوا ربانين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون "
فالصوم مثله مثل الصلاة معراج للعبد الى الرب باسمائه الحسنى
و لله «99» اسما من عدها أو أحصاها دخل الجنة
و العد ليس فقط مجرد الحفظ في الذاكرة
ولكن كذلك تمثل هذه الاسماء و تجسيدها في سلوك و ثقافة المسلم
بالاستقامة
والرحمة
وحسن التدبير
و الإحاطة
و العدل
و العلم
و كل ذلك موفور في أسماء الله الحسني
الرحمن
الرحيم
المدبر
الرزاق
العدل
الحكم
الخ ..
والصوم فيه مشقة و فيه حرج
ولكن الحرج مرفوع
بحيث إنه إذا تساوت كفة الحرج مع كفة إستبقاء الأوضاع على ما هي عليه
رجحت كـفة إستبقاء الاوضاع على ما هي عليه
المرض
السفر
الشيخوخة
الحمل
الارضاع
علما بأنه ما من عبادة إلا و فيها مشقة كالحج
سفر
و نفقة
و زحمة
و كالزكاة
و ما اصعب اخراج الأموال على أصحابها
و إلا فإن زكاة اهل المال في العالم الإسلامي
قد تقضي على سلطان المسكنة والجوع فيه
والصوم عبادة جامعة
لأنه يقوي كذلك العقل والجسم على إرتياد العبادات الأخرى
فشهر الصوم شهر
تلاوة القرآن
ومراجعة السجل المدني و الجنائي للفرد
بقصد توفيق الاوضاع
وتصحيح المسار
لذا سمى بشهر التوبة و الغفران
وكثير من مباهج الروح قد يتم الوصول لها عبر الصوم
لأن الصوم يوجه الطاقة الروحية والمادية في مسارات
التهجد
والانفاق
وصلة الارحام
كما أن الصوم يحرك حركة الجامعة الروحية للأمة الإسلامية
حيث تؤدي وحدة الشعور الى وحدة روحية
تتجاوز الحدود
السياسية
والأيدلوجية
والمذهبية
والجغرافية
و تتوحد نسبياً المشاعر و الاهداف
و ترتفع قيمة الإيمان و الدين
كأساس لمنطلق حركة العمران
إن التماس مقاصد الصوم الكلية معروف
ولكي لا يبدو أن النشاطات الترفيهية المسمومة التي تصاحب ليالي هذا الشهر
تسهم في تحقيق هذه المقاصد ،
و إلا
كيف يمكن أن يصبح الظرف الزماني للصوم
وشهر الصوم
هو شهر المسلسلات المكشوفة
و اللهو الفارغ القاتل للملكات و للزمن
ولماذا تجتهد الفضائيات في تسمير الناس
والسهر بهم امام الشاشات
لتضييع مقاصد الصوم الاصيلة
ألا يؤدي ذلك إلى الافساد الجزئي لاجواء الصيام ومطلوبات الترقية الروحية ...؟
نعم الترويح مطلوب و ضروري
ولكن لكل مقام مقال
لماذا لا تؤجل مساحات اللهو والترويح لأيام العيد وما بعد العيد ...؟
لأن الصوم عمل جاد و له مقاصد جادة
لماذا يحاولون النيل من الصوم و تجريح الظرف ...؟
بالنوم الثقيل في نهاره
و السهر الطويل فيما لا طائل منه
علما بأنها أوقات عبادة
و تأمل
و فعل للخيرات
و إنفاق
و إخراج للزكوات
وحرق لطاقة الجسد للدفع بمباهج الروح
كل عام و الجميع بخير
و نسأل الله سبحانه وتعالى
تكاثر العطاء
و تكاثر الرحمة و الغفران في رمضان
و نسأل الله لنا و لكم
التوبة و الاستقامة الحبوبه
| |
|