samr عضو جديد
عدد الرسائل : 592 العمر : 35 الموقع : فلسطين تاريخ التسجيل : 03/09/2007
| موضوع: أطفال غزة ...واقع بريء يغزوه إضطرابات الأحد مارس 09, 2008 7:55 am | |
| أطفال غزة ...واقع بريء يغزوه إضطرابات نفسية!!!
| | | | | | 2008-03-08
|
|
غزة – فلسطين الآن - في ظل تواصل العدوان على مختلف مناطق قطاع غزة باتت بيئة الطفولة مهددة بغزو نفسي خطير من شأنها أن يلقى أثاراً سلبية تظهر في بعض السلوكيات لتتحول إلى مشكلات عضوية ذات أسباب نفسية خاصة أن الأطفال تظهر عليهم الأعراض بشكل أسرع عن غيرهم من باقي فئات المجتمع.
حيث اعتبر أخصائيان في علم النفس أن قتل الأطفال الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي له تأثير على مستقبل الأطفال لما ينتج عنه من سلوكيات غير طبيعية .
وقال د. أسامة حمدونة المتخصص في الصحة النفسية ورئيس قسم علم النفس في جامعة الأزهر:"عندنا في علم النفس شيء يسمى أعراض ما بعد الصدمة، وضع طبيعي أن يولد عند الطفل أعراض صدمية، وهي تعبر عن نفسها من خلال مجموعة من المشاكل السلوكية والمعاناة النفسية التي يمكن أن يعيشها الطفل فيما بعد وتؤثر على مجرى تطوره ونموه النفسي والاجتماعي بشكل عام".
وأضاف:" أما بالنسبة للطفل لو أردنا أن نتكلم على مستوى الصحة النفسية، لا شك أنها ستسهم بشكل كبير في اضطراب الصحة النفسية للطفل سواء في مرحلة الطفولة أو عندما يكبر وهذه حدث قادم في العمق، عندما يرى والده يقتل أمامه هذا مشهد لا يمكن أن ينساه مدى حياته وبالتالي لها تأثير مستمر سواء عليه أو عندما يكبر تدخل في ضمن تشكيل شخصيته، هذا الحدث يؤثر على آلية تشكيل شخصيته، وبالتالي لا يستبعد أن الشخصية في المستقبل تتميز بالإضراب.
وعن الإحصائيات التي توضح قتل الأطفال قال الخبير النفسي :"لا يوجد إحصائيات واضحة المعالم ولكن ما هو موجود على الأرض يعطينا إحصائيات متوقعة وهذا يتم من خلال الأحداث التي تحدث يومياً أو شبه يومي للمجتمع الفلسطيني وبخاصة فئة الأطفال".
وأشار حمدونة أننا في حالة عدم استقرار سياسي وعسكري مستمر، مشيراً على أن هذا من شانه أن يعلي نسبة الأطفال المتضررين من هذه الأحداث تحديداً، وهذا طبيعي أن تكون النسبة عالية قائلاً:" ليس كثيرا تهمنا الإحصائيات بقدر ما يهمنا الحدث الذي يسبب هذه الأعراض، والذي يسبب هذه الأعراض مرتفع، ومتواجد باستمرار وبالتالي تلقائيا استطيع أن استنتج أن النسبة عالية بدون عمل أي بحث.
ومضى يقول:" نحن بحاجة إلى علاج نوعي وليس علاج تقليدي، واقصد أننا يجب أن نبني نموذج معين من التدخل لهذه الفئة من الأطفال، وهذا النموذج يجب أن يتناسب مع بيئة قطاع غزة ومعطياته، واليوم وجود المؤسسات في أماكنها لا يعتبر النموذج الأصح".
وأكد مدير قسم علم النفس في حديث لـ"شبكة فلسطين الآن" :" أن معظم الأحداث اليوم في الإمكان الجنوبية والشمالية لقطاع غزة، ومع العلم أن المؤسسات التي تعمل بحقل الطفولة ذات الاختصاص النفسي معظمها في المدن، وهذا النموذج الموجود الآن ليس فعلاً.
وقال حمدونة:" وقد اقترحت على أن ننشأ وحدة متنقلة للدعم النفسي والاجتماعي للأطفال، ويجب أن نتكيف مع الوضع القائم، وهذه الوحدة المتنقلة تتوجه مباشرة إلى الإمكان التي تتعرض للخطر باستمرار، وهي الأنسب في ظروفنا الصعبة، وعلما أن التعامل مع الحالات النفسية بشكل سريع يسرع من علاجها".
ردة الإنسان الوحشي
بدوره قال د. درداح الشاعر الخبير في علم النفس :" أن ظاهرة القتل ونقصد بذلك العدوان الإسرائيلي على شعبنا الفلسطيني في الواقع أن عمليات القتل لم تطال الكبار فقط، وإنما الصغار والقتل خاصة في الحرب الأخيرة لإسرائيل على شعبنا الفلسطيني يعني يمثل ردة إلى الإنسان المتوحش بكل ما تحمه الكلمة من معنى.
وأضاف:" لأن هذا القتل هو قتل لكل القيم والمعايير الإنسانية وهو تجسيد للغة الغاب الذي يأكل فيها القوي الضعيف، ولذلك وجدنا أن عمليات القتل طالت الشباب والشيوخ والنساء والأطفال، وقتل الطفولة البريئة مشيراً إلى أن في الآونة الأخيرة تعمد الاحتلال قتل الأطفال أي قتل المستقبل الفلسطيني، لأنه كما يقولون إذا أردت أن تبني شعبناً أو تنشأ مجتمع صالح اعتنى بالأطفال، فقتل الأطفال هو قتل للمستقبل الفلسطيني، ولا شك أن عملية القتل سواء كانت للكبار أو للصغار أكثر المتضررين لمشاهد القتل هم الأطفال الصغار نظرا للحالة النفسية الرقيقة التي يحيياها الطفل وقلة خبرة الطفل في الحياة وصعوبة الحياة واعتماد الطفل الشديد على الكبير".
وأوضح الشاعر في حديث لـ"شبكة فلسطين الآن" نرى فئة الأطفال هي أكثر الفئات تضررا من عمليات القتل، أما في الواقع فاثأر القتل أكثر مما أن تحصى، ملفتاً إلى الآثار ستكون نفسية وجسمية وسلوكية وأخلاقية واجتماعية..الخ.
وعن الأمراض النفسية التي يتعرض لها الأطفال من الرعب للقصف الإسرائيلي قال الخبير النفسي :" أما بالنسبة للأمراض النفسية أشهر الحالات التي تعتري الأطفال هي حالة الخوف والخوف الشديد لأن الطفل عادة ينظر إلى الكبار باعتبارهم مراكز الأمن والطمأنينة النفسية، وعندما يرى الكبار والصغار يقتلون يشعر بنوع من الخوف الشديد، وهذه الحالة تدفع الطفل إلى بعض المسليكات وأشهر هذه المسليكات هو تعلق الطفل الزائد بالآم.
وبين حمدونة أن حالات الأرق والقلق النومي يكون الطفل دائم الفزع الليلي، ونجده في كثير من الأوقات يصرخ ونومه سطحي ومتقطع، مشيراً على أن ذلك يتسبب له نوع من تشتت الانتباه وضعف القدرة على التركيز.
أما بالنسبة للعلاج النفسي لقتل الأطفال قال:" هي ظاهرة لم تكن لتحدث مرة واحدة ثم تنتهي لو كانت هذه الظاهرة حدثت لمرة واحدة في تاريخ المجتمع الفلسطيني لبحثنا لها عن بدائل ووسائل للعلاج ولكن الإشكالية أننا كلما فكرنا في طريقة للعلاج وجدنا أن هناك قتل جديد وكلما فكرنا في استبدال البيئة للطفل تنجبه مشاكل القصف والقتل نجد أن هذه البيئة تتعرض للقصف والقتل قائلاً:" لا نستطيع أن نضع وصفة سحرية للتخفيف من معاناة الأطفال وخاصة أننا نتعرض للقتل يومياً".
|
| |
|